بين الطموح والقناعة… هل يمكن للحب أن يصمد؟



✍️ #بولا_وجيه 

الرسالة:
"أنا شاب مرتبط بإنسانة محترمة جدًا، طيبة، ومتفاهمة معايا في حاجات كتير. المشكلة إن إحنا مختلفين تمامًا في فكرة الطموح. أنا عندي أحلام كبيرة، عايز أحقق حاجات كتير في حياتي، وأحس إن ليّا تأثير. أما هي، فشايفة إن الحياة البسيطة الهادية أحسن، وإن القناعة كنز لا يفنى. كل ما أتكلم عن شغل جديد أو فكرة مشروع أو حلم عندي، تحس إن ده مرهق، وتقولي: ليه المشقة؟ ليه ماتكتفيش بحياة مستقرة وسعيدة؟! أنا بحبها، وهي بتحبني، لكن الفرق ده مسبب لي قلق. هل أنا اللي عندي مشكلة، ولا إحنا مش مناسبين لبعض؟"


الرد:
عزيزي،
شكرًا لمشاركتك القصة دي، لأنها مشكلة بيمر بيها ناس كتير أكتر مما تتخيل. الحقيقة إن مفيش إجابة واحدة صحيحة، لأن المسألة مش مين الصح ومين الغلط، بل "إنت عايز إيه؟" و"هي عايزة إيه؟" و"هل الاختلاف ده هيكون مصدر توازن ولا صدام؟"

الطموح مقابل القناعة: صراع ولا تكامل؟

الناس أنواع. في اللي بيلاقي سعادته في السكون، وفي اللي بيلاقيها في السعي. وده مش معناه إن أحدكم عنده مشكلة، بل إن كل واحد عنده طريقته الخاصة في الإحساس بالإنجاز. السؤال هنا:

  • هل اختلافكم ده بيديك إحساس بالتكامل؟ يعني هل بتشوف إن وجودها في حياتك بيخليك تهدأ شوية وتستمتع باللحظة بدل ما تجري دايمًا؟
  • وهل هي بتشوف إن وجودك بيشجعها إنها تطلع بره منطقة الراحة وتكتشف أشياء جديدة؟

لو الإجابة "نعم"، فده معناه إن علاقتكم ممكن تكون مزيج جميل بين الطموح والاستقرار. لكن لو بتلاقي نفسك كل مرة محتاج تبرر طموحك، وتحس إنها بتقلل من قيمة أحلامك، فالموضوع محتاج إعادة تفكير.

هل يمكن التفاهم؟

  • جرب تتكلم معاها بصراحة، من غير محاولة لإقناعها أو تغييرها. احكي لها عن إحساسك لما بتحط هدف جديد لحياتك، واسمع منها ليه القناعة بالنسبة لها مريحة.
  • شوفوا إزاي تقدروا تدعموا بعض بدون ما تحاولوا تغيير بعض. لو هي مش متحمسة للأحلام الكبيرة، هل تقدر تدعمك فيها من بعيد؟ ولو انت بتحب التحديات، هل تقدر تديها مساحتها تعيش بهدوء؟

النقطة الحاسمة: المستقبل

الحب مهم، لكن الحياة اليومية أهم. اسأل نفسك:

  • هل تقدر تعيش مع حد مش بيشاركك نفس الشغف؟
  • لما تواجه تحديات كبيرة، هل هي هتكون سند ليك، ولا هتحس إنك بتبالغ؟
  • لما تلاقي نفسك في منتصف الطريق، تعبت وعايز تكمل، هل وجودها هيكون دافع، ولا سبب للشك؟

بعض العلاقات بتبقى زي الريح اللي بتحرك الأشرعة، وبعضها بيبقى زي الميناء الآمن اللي بتهرب ليه لما تتعب. المشكلة بتيجي لما تبقى محتاج ريح، وتلاقي نفسك في ميناء… أو العكس.

فكر، قرر، وتذكر: بعض الاختلافات بتكمل، وبعضها بيفرق. وإنت الوحيد اللي تقدر تعرف الفرق.