✒️د.بولا وجيه
من الرائع أن تكون شخصًا يزرع البهجة في حياة الآخرين، وأن تكون الداعم الذي يلجأون إليه وقت الحاجة، ولكن الأجمل هو أن تفعل ذلك بميزانٍ حكيم، لا يطغى على احتياجاتك أنت ولا يُهمل ذاتك في سبيل إسعاد الجميع.
الحياة لا تُقاس فقط بكم العطاء الذي نقدمه للآخرين، ولكن بكيفية التوازن بين حبنا للناس وحبنا لأنفسنا. لأنك إذا استنفدت نفسك بالكامل في إرضاء من حولك دون أن تأخذ وقتًا لتُعيد شحن روحك، ستجد نفسك تدريجيًا في دائرة من الإرهاق العاطفي والجسدي، وقد تُصبح غريبًا عن الشخص الذي كنت عليه.
فكما أنك تحترم مشاعر الآخرين وتضعها في اعتبارك، عليك أن تضع مشاعرك أنت في نفس المكانة. لأنك إذا أهملت نفسك، قد تجد أن العطاء الذي تقدمه بدأ يفقد جوهره، وتحولت محبتك لواجب مرهق بدلًا من أن تكون نابعة من القلب.
من الحكمة أن تكون لطيفًا مع الجميع، ولكن الأهم أن تكون لطيفًا مع نفسك أولًا. لأن القلب الذي يجد وقتًا للراحة والتجدد، هو فقط القادر على أن يفيض بالمحبة الحقيقية. وكما يقول الكتاب: "وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً." (أمثال 16:32).
امنح نفسك الحق أن تقول "لا" عندما تشعر بأن الأمر يفوق طاقتك. واذكر دائمًا أن محبتك لنفسك لا تعني الأنانية، بل تعني الحكمة التي تساعدك على الاستمرار في عطاء متزن ومليء بالروح والسلام.