الطفل والمصباح السحري



✍️ د. بولا وجيه

في قرية صغيرة، كان هناك طفل يُدعى يوسف، معروف بفضوله الشديد وحبه لاستكشاف كل شيء حوله. كان يوسف يعيش مع جدته العجوز، التي كانت تحكي له القصص كل ليلة قبل النوم، لكنه كان دائمًا يتمنى لو أن القصص تتحقق في الواقع.


في أحد الأيام، بينما كان يوسف يلعب في الحديقة المجاورة لمنزله، وجد مصباحًا قديمًا مغبرًا مدفونًا بين الأعشاب. تذكر فورًا قصص "المصباح السحري"، فابتسم ومسح الغبار عنه بيده الصغيرة. لكنه لم يتوقع أن يحدث شيء حقيقي، حتى بدأ المصباح يهتز قليلًا، وخرج منه نور خافت!


لم يظهر جني كما كان يتوقع، بل سمع صوتًا هادئًا يقول:

"أنا مصباح الأمنيات، لكنني لا أحققها لك بسهولة، عليك أن تعمل لأجلها!"


تعجب يوسف وسأل: "يعني مش هتديني اللي أتمناه؟"

أجاب المصباح: "سأرشدك للطريق، لكن عليك أن تخطو خطواتك بنفسك."


تمنى يوسف أن يصبح ذكيًا مثل العلماء الذين كان يسمع عنهم في قصص جدته، فأرشده المصباح إلى مكتبة قديمة في القرية، وقال له: "هناك ستجد كنزك الحقيقي."


دخل يوسف المكتبة مترددًا، لكنه وجد عالمًا مليئًا بالكتب والمعلومات، وبدأ يقرأ بشغف. ومع مرور الأيام، لاحظ أنه أصبح أكثر فهمًا للأشياء، وأصبح قادرًا على حل المسائل التي كانت صعبة عليه من قبل.


وفي يوم من الأيام، عاد يوسف إلى المصباح وقال له بفخر: "لقد أصبحت أكثر ذكاءً!"

ضحك المصباح وقال: "الأمنيات لا تتحقق بالسحر، بل بالجهد والتعلم، وهذا ما جعلك ذكيًا."


منذ ذلك اليوم، أدرك يوسف أن الحياة لا تعطيك ما تريد بسهولة، لكنها تمنحك الأدوات التي تحتاجها لتحقيق أحلامك بنفسك.


✨ العبرة: لا تنتظر معجزة تغير حياتك، بل كن أنت المعجزة التي تصنع مستقبلك!


#تطوير_الذات #التعلم_قوة #تحقيق_الأحلام #قصص_ملهمة