حين تضيع الطرق وتتداخل المسارات



✍️ #بولا_وجيه.

أحيانًا نقف في منتصف الطريق، نلتفت يمينًا ويسارًا، فلا نجد إجابة واضحة. نشعر أننا وسط متاهة لا نعرف كيف دخلناها، ولا كيف نخرج منها. قرارات متشابكة، مخاوف تملأ القلب، ونبض متسارع يسأل: "إلى أين؟"


في هذه اللحظات، نحتاج إلى دليل حقيقي، نحتاج إلى الله ليأخذ بأيدينا وسط المتاهات. فهو الذي يرى الصورة الكاملة حين تعجز أعيننا عن رؤية أبعد من خطواتنا القريبة.


الله يعرف الطريق حتى عندما لا نراه


قد تشعر أحيانًا أنك وحدك، أن أحدًا لا يفهم صراعاتك الداخلية، لكن الحقيقة هي أن الله يعلم كل تفاصيل رحلتك. يرى دموعك المخفية، يسمع تنهيدات قلبك التي لم تعبّر عنها بعد، ويدرك خوفك من الاختيارات التي تبدو كلها ضبابية.


الله لا يتركك تائهًا، بل يعمل دائمًا ليقودك نحو الخير، حتى لو بدا لك الطريق مليئًا بالعقبات. فكما قال في سفر إشعياء:


✟ "وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا»" ♥️

▪︎▪︎ (إشعياء 30: 21)


كيف نطلب إرشاد الله؟


• بالصلاة الدائمة: لا تنتظر حتى تصل إلى طريق مسدود لتطلب تدخل الله. تحدث إليه يوميًا، ليكن صوتك دائمًا مرفوعًا: "دُلَّنِي يا الله، أرني الطريق، لا تتركني وحيدًا في قراراتي."


• بالثقة في وعوده: لا تعتمد على فهمك وحدك، بل سلم طريقك لله واتكل عليه، فهو قادر أن يسير بك في دروب لا تتخيلها.


• بالإيمان رغم الضباب: حتى لو لم تفهم كل شيء الآن، ثق أن الله يعمل خلف الكواليس ليرتب حياتك بالشكل الأفضل لك.


الله لا يُضِلُّ أبناءه


لو نظرت إلى حياتك الماضية، ستدرك أن الله لم يتركك يومًا. قد يكون قادك في طرق لم تفهمها وقتها، لكنك الآن ترى الحكمة وراء كل خطوة. لذلك، لا تخف من المستقبل، لأنك في يد من يعرف الطريق حتى عندما تعجز عيناك عن رؤيته.


✨ صلي اليوم وقل: "دُلَّنِي يا الله، فأنا أضع حياتي بين يديك، واثق أنك لن تتركني أضيع."